هل تشعر بألم في ركبتيك عند المشي أو صعود الدرج؟ هل تسمع صوت طقطقة أو تشعر بتصلب عند محاولة تحريكهما؟ قد تكون هذه الأعراض إشارة إلى خشونة الركبة، أو ما يُعرف طبيًا بالتهاب المفاصل العظمي في الركبة. هذه الحالة الشائعة جدًا تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم، وتعتبر السبب الرئيسي للإعاقة المرتبطة بالمفاصل.

ما هي خشونة الركبة؟

خشونة الركبة هي حالة تنكسية مزمنة تؤثر على الغضروف المفصلي الذي يغطي نهايات العظام في مفصل الركبة. يلعب الغضروف دورًا حيويًا في تسهيل حركة المفصل بسلاسة وامتصاص الصدمات. مع مرور الوقت، أو نتيجة لعوامل معينة، يبدأ هذا الغضروف في التآكل والتلف، مما يؤدي إلى احتكاك العظام ببعضها البعض مباشرة، مسببًا الألم، الالتهاب، وتحدد الحركة.

أعراض خشونة الركبة: كيف تتعرف عليها؟

تتطور أعراض خشونة الركبة عادة ببطء وتزداد سوءًا مع مرور الوقت. من أبرز هذه الأعراض:

1. الألم: غالبًا ما يكون الألم هو العرض الأول، ويشتد مع الحركة أو بعد النشاط البدني، ويتحسن بالراحة. قد يزداد الألم سوءًا في الصباح أو بعد فترات الخمول.
2. التصلب: شعور بتصلب في مفصل الركبة، خاصة بعد الاستيقاظ من النوم أو بعد الجلوس لفترات طويلة. يقل هذا التصلب عادة بعد بضع دقائق من الحركة.
3. صوت طقطقة أو احتكاك: قد تسمع أصواتًا عند تحريك الركبة، مثل الطقطقة أو الاحتكاك، نتيجة لاحتكاك العظام ببعضها البعض.
4. تورم المفصل: قد يحدث تورم في الركبة نتيجة للالتهاب وتراكم السوائل داخل المفصل.
5. ضعف العضلات المحيطة: قد يشعر المريض بضعف في العضلات المحيطة بالركبة (خاصة العضلة الرباعية)، مما يزيد من صعوبة المشي والتوازن.
6. تحدد نطاق الحركة: يصبح من الصعب ثني أو فرد الركبة بشكل كامل مع تقدم الحالة.

من هم الأكثر عرضة للإصابة بخشونة الركبة؟

هناك عدة عوامل تزيد من خطر الإصابة بخشونة الركبة، منها:

• العمر: تزداد احتمالية الإصابة مع التقدم في العمر.
• السمنة: الوزن الزائد يزيد من الضغط على مفصل الركبة، مما يسرع من تآكل الغضروف.
• الوراثة: وجود تاريخ عائلي لخشونة الركبة يزيد من خطر الإصابة.
• الإصابات السابقة: إصابات الركبة السابقة مثل تمزق الغضاريف الهلالية أو الأربطة تزيد من خطر تطور الخشونة.
• الإجهاد المتكرر: بعض المهن أو الأنشطة الرياضية التي تتطلب إجهادًا متكررًا على الركبة (مثل الجري لمسافات طويلة، كرة القدم).
• التشوهات الخلقية: تشوهات في مفصل الركبة أو القدمين.

الوقاية من خشونة الركبة: خطوات استباقية لحماية مفاصلك

على الرغم من أن خشونة الركبة حالة مزمنة، إلا أن هناك العديد من الخطوات التي يمكن اتخاذها للوقاية منها أو إبطاء تطورها:

1. الحفاظ على وزن صحي: يعد التحكم في الوزن من أهم الإجراءات الوقائية لتقليل الضغط على الركبتين.
2. ممارسة الرياضة بانتظام: تقوية العضلات المحيطة بالركبة (مثل عضلات الفخذ الأمامية والخلفية) يزيد من ثبات المفصل ويحميه. ينصح بالأنشطة منخفضة التأثير مثل المشي، السباحة، وركوب الدراجات.
3. تجنب الإجهاد الزائد على الركبة: تجنب الوقوف لفترات طويلة، وحمل الأوزان الثقيلة، والأنشطة التي تتضمن قفزًا متكررًا أو ثنيًا شديدًا للركبة.
4. ارتداء أحذية مناسبة: الأحذية المريحة التي توفر دعمًا جيدًا للقدم تقلل من الضغط على الركبة.
5. اتباع نظام غذائي صحي: نظام غذائي غني بمضادات الأكسدة والأحماض الدهنية أوميغا-3 يمكن أن يقلل من الالتهاب.
6. معالجة الإصابات بسرعة: علاج أي إصابات في الركبة بشكل فوري وصحيح يقلل من خطر تطور الخشونة لاحقًا.

أحدث خيارات علاج خشونة الركبة: أمل جديد لمستقبل أفضل

تتراوح خيارات علاج التهاب المفاصل العظمي من التحفظية إلى التدخلات الجراحية، ويعتمد اختيار العلاج على شدة الحالة، عمر المريض، وصحته العامة:

أولاً: العلاج التحفظي (غير الجراحي):

• تغيير نمط الحياة: يشمل إنقاص الوزن، وممارسة التمارين الرياضية المناسبة، وتجنب الأنشطة التي تزيد الألم.
• العلاج الطبيعي: يهدف إلى تقوية العضلات، تحسين نطاق الحركة، وتخفيف الألم من خلال تمارين محددة وتقنيات علاجية.
• الأدوية:
  • مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية: مثل الباراسيتامول ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) لتخفيف الألم والالتهاب.
  • الأدوية الموضعية: مثل الكريمات أو الجل التي تحتوي على مضادات الالتهاب.
  • حقن الستيرويدات: لتخفيف الالتهاب والألم بشكل مؤقت.
  • حقن حمض الهيالورونيك: يعمل كمادة مزلقة للمفصل وقد يساعد في تخفيف الألم وتحسين الوظيفة.
  • البلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP): تقنية واعدة تستخدم عوامل النمو الموجودة في دم المريض للمساعدة في إصلاح الأنسجة وتقليل الالتهاب.
  • الخلايا الجذعية: أبحاث مستمرة لاستخدام الخلايا الجذعية لتجديد الغضروف المتضرر.
• الأجهزة المساعدة: استخدام العكازات أو المشايات لتقليل الحمل على الركبة، وارتداء دعامات الركبة لدعم المفصل.

ثانياً: العلاج الجراحي:

يُعد العلاج الجراحي خيارًا عندما تفشل العلاجات التحفظية في تخفيف الأعراض وتحسين نوعية حياة المريض.

• تنظير المفصل: إجراء جراحي طفيف التوغل يتم فيه إدخال كاميرا صغيرة وأدوات جراحية لإزالة الأنسجة التالفة، أو تنظيف المفصل، أو إصلاح بعض المشاكل البسيطة. غالبًا ما يكون مفيدًا في المراحل المبكرة.
• قطع العظم: يتم تغيير محاذاة العظام في الركبة لتخفيف الضغط على الجزء المتضرر من المفصل.
• زراعة الغضروف: في حالات معينة، يمكن زراعة خلايا غضروفية جديدة في المناطق المتضررة.
• استبدال مفصل الركبة الكلي أو الجزئي (جراحة الركبة الاصطناعية): هذا هو الخيار الأكثر شيوعًا وفعالية في المراحل المتقدمة من خشونة الركبة، حيث يتم استبدال الأسطح التالفة في المفصل بمكونات صناعية مصنوعة من المعدن والبلاستيك.

العيش مع خشونة الركبة: نصائح عملية

• حافظ على نشاطك: الحركة المنتظمة، حتى لو كانت بسيطة، تساعد في الحفاظ على مرونة المفصل وتقوية العضلات.
• استمع إلى جسدك: لا تتردد في أخذ قسط من الراحة عند الشعور بالألم.
• اطلب الدعم: تحدث مع طبيبك أو أخصائي العلاج الطبيعي حول خطة علاجك.
• التغذية السليمة: تناول الأطعمة الغنية بمضادات الالتهاب مثل الفواكه والخضروات والمكسرات.

المصادر والمراجع:

• Arthritis Foundation: Osteoarthritis of the Knee.
• Mayo Clinic: Knee osteoarthritis.
• American Academy of Orthopaedic Surgeons (AAOS): Osteoarthritis of the Knee.
• National Institute of Arthritis and Musculoskeletal and Skin Diseases (NIAMS).