جراحة المخ والأعصاب (جراحة الأعصاب)

جراحة المخ والأعصاب (جراحة الأعصاب)
جراحة المخ والأعصاب

تُعد جراحة المخ والأعصاب، أو كما تُسمى أيضًا جراحة الأعصاب، فرعًا طبيًا بالغ الأهمية يُعنى بالتشخيص والعلاج الجراحي وغير الجراحي لأمراض الجهاز العصبي. يختص هذا التخصص بمعالجة الحالات التي تُصيب الدماغ، النخاع الشوكي، الأعصاب الطرفية، والعمود الفقري، والتي قد تُؤثر بشكل مباشر على الوظائف الحيوية في الجسم.

في هذا الدليل الشامل، سنتعرف على ما هي جراحة المخ والأعصاب، ونغوص في تفاصيل الأمراض المعقدة التي تُعالجها، بدءًا من أورام الدماغ والنخاع الشوكي وأمراض الأوعية الدموية الدماغية، وصولاً إلى إصابات الرأس والحبل الشوكي، ومشكلات العمود الفقري وانضغاط الأعصاب، ودورها الحيوي في تحسين جودة حياة المرضى من جميع الأعمار.

ما هي جراحة المخ والأعصاب؟ (مفهومها ودور جراح الأعصاب)

جراحة المخ والأعصاب، أو كما تُعرف اختصارًا بـ جراحة الأعصاب، هي تخصص طبي وجراحي دقيق يختص بتشخيص، علاج، وتأهيل الاضطرابات التي تُصيب الجهاز العصبي المركزي (الدماغ والنخاع الشوكي) والجهاز العصبي الطرفي. يُشخّص ويُعالج في هذا القسم كل من أمراض الأعصاب للبالغين والأطفال.

جراح الأعصاب هو طبيب متخصص يتلقى بعد دراسة الطب لمدة 6 سنوات، تدريبًا تخصصيًا مكثفًا لمدة 5 إلى 6 سنوات إضافية. يتعاون جراحو الأعصاب مع أقسام طب الأعصاب، الأشعة العصبية، والتخدير العصبي لتقديم أفضل وسائل التشخيص والعلاج. إذا كنت تتساءل عن الطبيب المختص لمعالجة آلام أسفل الظهر المستمرة، فإن أطباء جراحة الأعصاب هم المرجع الصحيح لمشكلات العمود الفقري وانضغاط الأعصاب.

الأمراض والحالات التي يعالجها قسم جراحة المخ والأعصاب

يُقدم قسم جراحة المخ والأعصاب رعاية متخصصة لمجموعة واسعة من الأمراض والحالات المعقدة التي تُصيب الجهاز العصبي:

1. أمراض الأوعية الدموية الدماغية:

تشمل هذه الأمراض الحالات التي تُؤثر على تدفق الدم إلى الدماغ، وتتطلب طرق تشخيص وعلاج مختلفة:

  • السكتة الدماغية (الجلطة): تحدث نتيجة توقف أو ضعف مفاجئ في تدفق الدم إلى الدماغ، مما يؤدي إلى موت الخلايا. تنقسم إلى نوعين: الإقفارية (بسبب جلطة أو انسداد شريان الدماغ)، والنزيفية (بسبب تمزق وعاء دموي). تشمل الأعراض: خدر مفاجئ، شلل جزئي، دوخة، اضطراب في الكلام، صداع شديد. وتتفاوت العلاجات حسب النوع، وقد تشمل الأدوية أو الجراحة العاجلة.
  • النزيف الدماغي: يحدث عند تمزق وعاء دموي أو تمدد شرياني (الأنيورزما) داخل الدماغ، مما يؤدي إلى تسرب الدم وتلف الأنسجة الدماغية. تظهر الأعراض على شكل صداع شديد مفاجئ، خدر، ضعف، اضطرابات وعي، غثيان وقيء، اضطرابات في الكلام والرؤية والتوازن. يتطلب غالبًا تدخلاً جراحيًا عاجلاً لضمان وصول الأوكسجين إلى الدماغ وتقليل الضرر.
  • تمدد الأوعية الدموية (الأنيورزمات): تمددات ضعيفة في جدران الشرايين المغذية للدماغ أو النخاع الشوكي، وقد تترافق أحيانًا مع نزيف مهدد للحياة عند تمزقها.
  • تضيق أو انسداد الشريان السباتي (كاروتيد): تضيق الشرايين الرئيسية في الرقبة التي تُغذي الدماغ بالدم، مما يزيد من خطر السكتة الدماغية.

2. أورام الدماغ والنخاع الشوكي:

  • تشخيص وعلاج الأورام التي تنشأ من نسيج الدماغ والنخاع الشوكي (أورام أولية) أو التي تضغط عليهما، أو الأورام التي تنتشر إليهما من أعضاء أخرى (أورام ثانوية). تختلف طرق العلاج حسب نوع الورم وموقعه وحجمه، وقد تشمل الجراحة، العلاج الإشعاعي، أو العلاج الكيميائي.

3. أمراض العمود الفقري:

  • هي حالات شائعة تحدث غالبًا مع التقدم في السن نتيجة الضغط المستمر على العمود الفقري. تُعنى جراحة الأعصاب بمعالجة:
    • فتق الرقبة وأسفل الظهر (الفتوق القطنية والعنقية): الانزلاق الغضروفي الذي يضغط على الأعصاب، مسببًا الألم والتنميل والضعف.
    • انضغاط الأعصاب: ناتج عن تضيقات القناة الشوكية أو نمو عظمي.
    • التشوهات الهيكلية: مثل الجنف (انحناء جانبي) والحدب (انحناء أمامي) في العمود الفقري، والتي قد تكون خلقية أو مكتسبة.
    • أورام العمود الفقري، والالتهابات، والتشوهات الخلقية.

4. إصابات الجهاز العصبي (الرضوض):

  • إصابات الرأس: الناتجة عن الحوادث (مثل حوادث المرور)، السقوط من علو، أو الصدمات المباشرة. تكثر بين الذكور في سن 15-24 عامًا، وتتطلب تشخيصًا دقيقًا وسريعًا لتقييم النزيف أو التورم الدماغي.
  • إصابات الحبل الشوكي: قد تنجم عن الرياضة، الحوادث، السقوط، أو الطلقات النارية. تؤثر بشكل كبير على الإحساس والحركة، وتُشخص بالتصوير الشعاعي وتُعالج جراحيًا حسب شدة الإصابة.

5. أمراض الجهاز العصبي لدى الأطفال (جراحة أعصاب الأطفال):

  • تُعنى جراحة الأعصاب للأطفال بالأمراض التي تصيب الدماغ والجهاز العصبي منذ فترة الحمل وحتى عمر 18 عامًا، مثل:
    • النزيف الدماغي الولادي.
    • التشوهات الخلقية في الجهاز العصبي.
    • زيادة السائل الدماغي (الاستسقاء الدماغي).
    • تشوهات العمود الفقري الخلقية.
    • إصابات الرأس والحبل الشوكي.
    • أمراض الأوعية والعمود الفقري لدى الأطفال.
    • تشوهات الجمجمة.
    • عيوب إغلاق الأنبوب العصبي.
    • أورام الدماغ والحبل الشوكي لدى الأطفال.

6. حالات عصبية متخصصة:

  • نوبات الصرع التي لا تستجيب للأدوية: تُقدم الجراحة خيارًا لبعض الحالات المختارة من الصرع.
  • بعض حالات مرض باركنسون المختارة: قد يُجرى تطبيق جهاز التحفيز العميق للدماغ (الدماغ الصناعي – Deep Brain Stimulation) لتحسين السيطرة على الأعراض الحركية.
  • تضيق الشرايين العنقية: يؤدي إلى تضيق الأوعية الدموية في الرقبة التي تُغذي الدماغ.

التقنيات الحديثة في جراحة المخ والأعصاب

يُستخدم العديد من التقنيات المتقدمة في العمليات الجراحية والجراحة المجهرية لضمان الدقة والأمان. تشمل هذه التقنيات:

  • الجراحة المجهرية (Microsurgery): استخدام مجهر جراحي عالي التكبير لإجراء عمليات دقيقة للغاية على الدماغ والأعصاب والأوعية الدموية الدقيقة.
  • التنظير الداخلي (Endoscopy): استخدام كاميرات صغيرة لإجراء جراحات بأقل تدخل.
  • نظام الملاحة الجراحية (Neuronavigation): نظام توجيه دقيق يساعد الجراحين على تحديد المواقع بدقة في الدماغ والعمود الفقري.
  • تطبيق جهاز التحفيز العميق للدماغ (الدماغ الصناعي): يُستخدم في حالات مثل مرض باركنسون لتقليل الرعاش وتحسين الحركة.

خلاصة: جراحة الأعصاب – أمل جديد لوظائف حيوية أفضل

تُعد جراحة المخ والأعصاب تخصصًا معقدًا وحيويًا يوفر حلولًا متقدمة لأمراض الجهاز العصبي التي تُؤثر في الوظائف الحيوية. بفضل الخبرة العالية لـ جراحي الأعصاب، والتقنيات الحديثة، والتعاون متعدد التخصصات، يُمكن تقديم رعاية شاملة تُحسن من جودة حياة المرضى وتُقدم أملًا جديدًا في مواجهة الأمراض العصبية المعقدة.

الأسئلة الشائعة حول جراحة المخ والأعصاب (جراحة الأعصاب)

إليك أهم الأسئلة التي قد تُفيد الزوار والمرضى حول جراحة المخ والأعصاب:

  1. ما هي جراحة المخ والأعصاب؟ وماذا تعالج؟ الإجابة: جراحة المخ والأعصاب هي تخصص طبي وجراحي يُعنى بتشخيص وعلاج أمراض الدماغ، النخاع الشوكي، الأعصاب الطرفية، والعمود الفقري، بما في ذلك الأورام، الإصابات، والتشوهات.

  2. ما الفرق بين طبيب الأعصاب وجراح الأعصاب؟ الإجابة: طبيب الأعصاب (Neurologist) يُشخص ويعالج الأمراض العصبية بالأدوية والإجراءات غير الجراحية. أما جراح الأعصاب (Neurosurgeon)، فهو طبيب متخصص في إجراء العمليات الجراحية لعلاج أمراض الجهاز العصبي.

  3. هل تعالج جراحة المخ والأعصاب أمراض العمود الفقري وآلام الظهر؟ الإجابة: نعم، تُعد جراحة المخ والأعصاب هي المرجع الصحيح لمعالجة مشاكل العمود الفقري مثل الفتوق القطنية والعنقية (الديسك)، انضغاط الأعصاب، الجنف، الحدب، والأورام التي تُسبب آلام أسفل الظهر أو الرقبة.

  4. هل يمكن لجراحة المخ والأعصاب علاج السكتة الدماغية؟ الإجابة: نعم، في حالات معينة من السكتات الدماغية (خاصة النزيفية أو تلك الناتجة عن تمدد الأوعية الدموية)، قد تتطلب جراحة المخ والأعصاب تدخلاً جراحيًا عاجلاً لتصريف الدم أو إصلاح الوعاء الدموي.

  5. ما هي أبرز أمراض الجهاز العصبي التي تصيب الأطفال وتعالجها جراحة الأعصاب؟ الإجابة: تعالج جراحة أعصاب الأطفال أمراضًا مثل النزيف الدماغي الولادي، التشوهات الخلقية، الاستسقاء الدماغي (زيادة السائل الدماغي)، أورام الدماغ والحبل الشوكي، والصرع واضطرابات الحركة الأخرى.

  6. هل جراحة الدماغ خطيرة؟ الإجابة: جراحة الدماغ تُعد من الجراحات الكبرى والمعقدة، وتحمل مخاطر مثل أي عملية جراحية. ومع ذلك، بفضل التقنيات الحديثة والخبرة العالية لجراحي الأعصاب، أصبحت أكثر أمانًا وفعالية بكثير من الماضي. الطبيب يُقيّم المخاطر والفوائد لكل حالة فردية.

  7. ما هي التقنيات الحديثة المستخدمة في جراحة المخ والأعصاب؟ الإجابة: تُستخدم تقنيات متقدمة مثل الجراحة المجهرية (Microsurgery)، التنظير الداخلي (Endoscopy)، نظام الملاحة الجراحية (Neuronavigation)، وتطبيق جهاز التحفيز العميق للدماغ (DBS) في حالات معينة.

Hello from Hunnt AI!