انخفاض مخزون البويضات (AMH): دليل شامل للخصوبة وتحديات الحمل

انخفاض مخزون البويضات (AMH): دليل شامل للخصوبة وتحديات الحمل
انخفاض مخزون البويضات

جدول المحتويات

انخفاض مخزون البويضات (AMH)، أو ما يُعرف بانخفاض هرمون “مضاد مولر”، هو مصطلح يشغل بال العديد من النساء عند التفكير في الخصوبة والحمل. يُعد هرمون AMH مؤشراً حاسماً على عدد البويضات المتبقية في المبيضين، وبالتالي يُعطي صورة واضحة عن القدرة الإنجابية للمرأة. فهم هذا الهرمون ومستوياته، وأسباب انخفاضه، وكيفية التعامل معه، هو خطوة أساسية نحو اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن الخصوبة.

ما هو هرمون AMH؟

هرمون AMH، أو هرمون “مضاد مولر”، هو بروتين يُفرز من الخلايا المحيطة بالبويضات الصغيرة (الجريبات الغارية والجريبات قبل الغارية) داخل المبيض. يبدأ إفرازه منذ الحياة الجنينية للمرأة ويستمر حتى سن اليأس. يُعد AMH أحد أهم المؤشرات الحيوية لقياس الخصوبة و”مخزون البويضات” لدى المرأة. مستواه في الدم يُعطي تقديراً لعدد البويضات القابلة للنمو والإخصاب المتبقية في المبيض، وليس جودة البويضات نفسها.

ما هو اختبار AMH؟

اختبار AMH هو تحليل دم بسيط يُستخدم لتقييم مخزون البويضات وفاعلية المبيضين. يتميز هذا الاختبار بكونه يمكن إجراؤه في أي يوم من أيام الدورة الشهرية، ولا يتطلب الصيام، مما يجعله مريحاً للمريضة. يُعد اختبار AMH أداة مهمة في تقييم العقم، خصوصاً قبل البدء بعمليات التلقيح الصناعي أو أطفال الأنابيب، حيث يُساعد الأطباء على وضع خطة علاجية مناسبة وتحديد مدى استجابة المبيضين المحتملة للأدوية المنشطة.

ماهي النسبة الطبيعية لتحليل AMH؟

إن فهم ماهية النسبة الطبيعية لتحليل AMH أمر حيوي لتقييم الخصوبة. تختلف القيم الطبيعية قليلاً بين المختبرات، ولكن بشكل عام، يمكن تفسير مستويات AMH كالتالي:

  • القيمة الطبيعية المثالية (مخزون طبيعي جيد): تتراوح بين 1.5 – 4 نانوغرام/مل. هذه النسبة تُشير إلى مخزون بويضات جيد.
  • مخزون منخفض: عندما تكون النسبة أقل من 1 نانوغرام/مل. يُعد هذا مؤشراً على انخفاض مخزون البويضات.
  • مخزون مرتفع: أكثر من 4 نانوغرام/مل. قد يشير إلى مخزون عالٍ جداً من البويضات، كما هو الحال في متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS).

مخزون المبيض الطبيعي في يوم الثلاثاء (أو أي يوم آخر من الدورة): من المهم التأكيد أن اختبار AMH لا يتأثر بيوم الدورة الشهرية. هذا يختلف عن بعض الهرمونات الأخرى مثل FSH أو LH التي تتغير مستوياتها على مدار الدورة. لذا، يمكن إجراء فحص AMH في أي يوم، بما في ذلك يوم الثلاثاء، والحصول على قراءة دقيقة لمخزون البويضات.

مخزون المبيض الطبيعي في سن الأربعين

مع التقدم في العمر، تنخفض جودة وكمية البويضات بشكل طبيعي. يكون مخزون المبيض الطبيعي في سن الأربعين أقل بكثير مما هو عليه في العشرينات أو أوائل الثلاثينات. في هذا العمر، قد تُشير نسبة هرمون AMH بين 0.5 – 1.0 نانوغرام/مل إلى مخزون طبيعي بالنسبة لهذا العمر، لكنها تعتبر منخفضة مقارنة بالقيم الطبيعية العامة. من المهم جدًا في هذا العمر عدم تأخير البحث عن العلاج إذا كانت هناك رغبة في الحمل.

ما هو انخفاض مخزون البويضات (AMH)؟

انخفاض مخزون البويضات (AMH) يعني أن نتيجة فحص AMH أقل من 1 نانوغرام/مل. هذا الرقم يُعد مؤشراً على قلة عدد البويضات السليمة القابلة للإخصاب في المبيض. هذا الانخفاض يمكن أن يُقلل بشكل كبير من فرص الحمل الطبيعي، ويُعد إشارة مهمة في تقييم القدرة الإنجابية، خاصة لدى النساء تحت سن 35 عاماً اللواتي قد لا يتوقعن هذا الانخفاض. عندما يكون مخزون المبيض أقل من 1، يُصبح التدخل الطبي والتخطيط الدقيق للحمل أكثر أهمية.

هرمون AMH

أسباب انخفاض مخزون البويضات

تتعدد أسباب انخفاض مخزون البويضات، وقد يكون بعضها خارج عن سيطرة المرأة، بينما يمكن التحكم في البعض الآخر. أهم هذه الأسباب تشمل:

  • العوامل الوراثية: وجود تاريخ عائلي لانقطاع الطمث المبكر (قبل سن الأربعين) يُشير إلى قابلية وراثية لانخفاض المخزون.
  • العمر المتقدم: هو السبب الأكثر شيوعاً؛ فعدد وجودة البويضات يتناقصان بشكل طبيعي مع تقدم المرأة في العمر، خاصة بعد منتصف الثلاثينات.
  • الجراحات على المبيض: أي تدخل جراحي على المبيض، مثل استئصال الكيسات الكبيرة، أورام المبيض، أو جراحة الانتباذ البطاني الرحمي (بطانة الرحم المهاجرة)، يمكن أن يُقلل من عدد البويضات السليمة.
  • متلازمة تيرنر: اضطراب كروموسومي وراثي يُصيب الفتيات ويؤثر بشكل كبير على تطور المبايض ووظيفتها.
  • العلاج الكيماوي أو الإشعاعي: علاجات السرطان هذه قادرة على تدمير الخلايا المبيضية بشكل كبير وغير قابل للعكس.
  • الأمراض المناعية الذاتية: بعض الأمراض التي يُهاجم فيها الجهاز المناعي أنسجة الجسم نفسه، مثل بعض أمراض الغدة الدرقية أو التهاب المفاصل الروماتويدي، يمكن أن تؤثر على وظيفة المبيض.
  • العوامل البيئية ونمط الحياة:
    • التدخين والكحول: يُسببان ضرراً كبيراً للخلايا المبيضية ويُسرّعان من استنزاف مخزون البويضات.
    • سوء التغذية: نقص بعض الفيتامينات والمعادن الضرورية يمكن أن يؤثر على الصحة الإنجابية.
    • التعرض للملوثات البيئية أو المواد الكيميائية السامة.

كيف يُعالج انخفاض مخزون البويضات؟

لا يوجد علاج طبي مؤكد لـ زيادة مخزون البويضات فعلياً، حيث أن عدد البويضات التي تولد بها المرأة ثابت ويتناقص مع التقدم في العمر. ومع ذلك، يمكن اتخاذ بعض الخطوات لإدارة الحالة وتحسين فرص الحمل:

  • تجميد البويضات: يُوصى به بشدة للنساء اللاتي يُعانون من انخفاض مخزون البويضات وليس لديهن خطة حمل قريبة. يُمكّن هذا الخيار من الحفاظ على البويضات في عمر أصغر وأكثر جودة لاستخدامها في المستقبل.
  • تحفيز المبيض في دورات أطفال الأنابيب (IVF): في هذه الحالات، يُستخدم بروتوكول تحفيز خاص يهدف إلى تحصيل أكبر عدد ممكن من البويضات في دورة واحدة، حتى لو كان العدد المتوقع قليلاً. تُعالج كل بويضة ثم تُخصب خارج الجسم.
  • تغيير نمط الحياة:
    • التقليل من الكافيين والتوقف عن التدخين وشرب الكحول: هذه العادات تُسرّع من تدهور مخزون البويضات.
    • التغذية السليمة: نظام غذائي غني بمضادات الأكسدة، الفيتامينات (مثل فيتامين د، وحمض الفوليك)، والمعادن ضروري لدعم صحة البويضات المتبقية.
    • إدارة التوتر والإجهاد: التوتر المزمن يمكن أن يؤثر على التوازن الهرموني، لذا من المهم تبني استراتيجيات للحد منه.

ما هو تعديل ل AMH؟ (تحسين جودة البويضات)

مصطلح “تعديل لـ AMH” قد يُشير إلى محاولات لتحسين جودة البويضات المتبقية، حيث لا يمكن زيادة عددها. بينما لا يمكن زيادة مخزون البويضات الفعلي، يمكن تحسين البيئة المحيطة بالبويضات وجودتها. بعض التوجهات التي تُناقش في هذا السياق تشمل:

  • المكملات الغذائية: مثل الإنزيم المساعد Q10 (CoQ10)، DHEA، الإينوزيتول، ومضادات الأكسدة. تُظهر بعض الدراسات نتائج واعدة في تحسين جودة البويضات لدى بعض النساء، لكنها لا تُغير عدد البويضات.
  • تغيير نمط الحياة: نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة باعتدال، وإدارة التوتر، كل ذلك يُسهم في تحسين الصحة العامة للخصوبة وجودة البويضات.
  • علاجات الأوزون أو PRP للمبيض: هي علاجات تجريبية تُستخدم في بعض العيادات، وتهدف إلى تحسين بيئة المبيض وجودة البويضات من خلال تحفيز الدورة الدموية والخلايا في المبيض. لا يزال البحث جارياً حول فعاليتها وسلامتها.

تجربتي في تحسين جودة البويضات بعد سن الأربعين

في سن الأربعين، تُصبح جودة البويضات عاملاً حاسماً بقدر الكمية. على الرغم من أن مخزون المبيض الطبيعي في سن الأربعين يكون منخفضاً نسبياً، فإن العديد من النساء يُبلغن عن تجربتهن في تحسين جودة البويضات بعد سن الأربعين من خلال اتباع نهج شامل:

  • الاستشارة المبكرة: البدء بمراجعة طبيب متخصص في الخصوبة فور اتخاذ قرار الحمل.
  • المكملات الغذائية المخصصة: تناول مكملات مثل CoQ10 بجرعات عالية (تحت إشراف طبي)، DHEA (بعد التحقق من مستوياته الهرمونية)، ومضادات الأكسدة القوية للجد قليلاً من انخفاض مخزون البويضات.
  • النظام الغذائي المضاد للالتهابات: التركيز على الخضروات، الفواكه، البروتينات الخالية من الدهون، والدهون الصحية، مع تجنب الأطعمة المصنعة والسكريات.
  • الرياضة المنتظمة: ممارسة الرياضة المعتدلة تُحسن الدورة الدموية والصحة العامة.
  • إدارة التوتر: استخدام تقنيات الاسترخاء مثل اليوغا، التأمل، أو التنفس العميق.
  • خيارات الخصوبة المتقدمة: في حال عدم نجاح الحمل الطبيعي، قد يُوصى بأطفال الأنابيب (IVF) مع استخدام بروتوكولات تحفيز مخصصة. بعض النساء قد يُفكرن في استخدام بويضات متبرعة إذا كانت جودة بويضاتهن منخفضة جدًا.

اقرأ المزيد حول أطفال الأنابيب (IVF)؟ دليل شامل لعلاج العقم

هل يمكن زيادة مخزون البويضات؟

الإجابة المباشرة هي لا، لا يمكن زيادة مخزون البويضات (أي عدد البويضات الفعلي) بعد الولادة. المرأة تُولد بعدد محدود من البويضات التي تتناقص بشكل طبيعي مع التقدم في العمر ومع كل دورة شهرية. الهدف من العلاجات والتدخلات هو:

  • الحفاظ على المخزون المتبقي: عن طريق تجنب العوامل الضارة (التدخين، الكحول).
  • تحسين جودة البويضات المتبقية: لزيادة فرص الإخصاب والحمل.
  • تحسين فرص الحمل: من خلال تقنيات الإخصاب المساعد (IVF) التي تُركز على استغلال أفضل البويضات المتاحة.

مخزون المبيض صفر وحملت

عندما يُشير التحليل إلى أن مخزون المبيض صفر (أي أن AMH يكاد يكون غير قابل للقياس، أو انخفاض مخزون البويضات كبير للغاية مع غياب الجريبات)، فإن فرص الحمل الطبيعي أو حتى باستخدام أطفال الأنابيب ببويضات ذاتية تصبح ضئيلة جداً أو معدومة.

ومع ذلك، هناك حالات نادرة لنساء يُبلغن عن “مخزون المبيض صفر وحملت”. هذه الحالات قد تُعزى إلى عدة عوامل:

  • اختلاف دقة المختبرات: قد تكون هناك اختلافات طفيفة في نتائج الفحوصات بين المختبرات المختلفة.
  • وجود عدد قليل جداً من البويضات المتبقية: قد لا يكون الهرمون قابلاً للكشف، ولكن لا يزال هناك عدد قليل جداً من البويضات (جريبات متبقية) يمكن أن تنضج بشكل طبيعي أو مع تحفيز بسيط.
  • الحمل ببويضات متبرعة: في كثير من الحالات، يكون الحمل المذكور بعد تشخيص مخزون صفر قد تم عن طريق استخدام بويضات متبرعة من امرأة أخرى، وهو خيار علاجي شائع جداً وناجح في هذه الحالات.

مهم جداً أن تُدرك النساء اللواتي يُواجهن تشخيص “مخزون صفر” أن الأمل لا يزال موجوداً من خلال خيارات أخرى مثل التبرع بالبويضات، ويجب استشارة أخصائي خصوبة لتقييم جميع الخيارات المتاحة.

طرق الوقاية من انخفاض مخزون البويضات

بينما لا يمكن إيقاف التدهور الطبيعي لمخزون البويضات مع التقدم في العمر، يمكن لبعض التغييرات في نمط الحياة أن تُساعد في الحفاظ على صحة المبيض وتأخير تسارع هذا الانخفاض:

  • اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن: غني بالفواكه، الخضروات، الحبوب الكاملة، والبروتينات الخالية من الدهون.
  • التوقف عن التدخين وشرب الكحول: هذه العادات ضارة جداً بالصحة الإنجابية.
  • تجنّب التوتر والإجهاد المزمن: والتعامل معهما بفعالية من خلال اليوغا، التأمل، أو الهوايات.
  • ممارسة الرياضة بانتظام: باعتدال، حيث أن النشاط البدني المفرط قد يكون له تأثير سلبي.
  • الحفاظ على وزن صحي: الوزن الزائد أو النقص الشديد يمكن أن يؤثر على التوازن الهرموني.
  • إجراء فحوصات دورية: لدى طبيب النساء والتوليد لتقييم الصحة الإنجابية بشكل عام.
  • التعرف على تاريخك العائلي: إذا كان هناك تاريخ لانقطاع الطمث المبكر، يجب أخذ الاحتياطات اللازمة والتخطيط المبكر للحمل.

رغم أن انخفاض مخزون البويضات يُعد تحدياً في رحلة الحمل، إلا أنه ليس نهاية الطريق. التشخيص المبكر، فهم الخيارات المتاحة، واتخاذ القرارات السريعة بالتعاون مع أخصائي الخصوبة، يمكن أن يُحدث فرقاً كبيراً في تحقيق حلم الأمومة.

مصادر: webteb

أكثر مقالات دليل الصحة قراءةً لدينا

حساباتنا على وسائل التواصل الاجتماعي

ساهمت هيئة النشر في مجموعة ميديكال بارك في تطوير هذا المحتوى.

محتوى هذه الصفحة مخصص لأغراض المعلومات فقط، ولا يتضمن أي عناصر تتعلق بخدمات الرعاية الصحية العلاجية.

للتشخيص والعلاج، يُرجى مراجعة طبيبكم المختص.

Hello from Hunnt AI!